تفاجئ تويوتا العالم مجددًا، لكن هذه المرة بطريقة غير متوقعة. فبدل أن تكشف عن سيارة فاخرة أو تقنية كهربائية جديدة، قدّمت شاحنة مبتكرة باسم IMV أوريجن، وهي مركبة غير مكتملة الصنع يُفترض أن يُكملها المشتري بنفسه في المنزل. تويوتا تبني نحو 70% فقط من السيارة، تاركة ما تبقى للعميل ليقوم بتركيبه وفق احتياجاته. فكرة تبدو غريبة في عالم السيارات الحديثة، لكنها صُممت خصيصًا للأسواق الريفية والمناطق النائية التي تفتقر إلى ورش الصيانة وقطع الغيار، وتشجع على الابتكار المحلي.
الشاحنة تأتي بهيكل بسيط ومقصورة تحتوي على مقعد واحد فقط ومن دون أبواب أو نوافذ أو تجهيزات رفاهية، ما يجعلها منصة مفتوحة يمكن تحويلها بسهولة إلى شاحنة نقل صغيرة أو بيك أب أو سيارة إسعاف أو حتى مركبة للرحلات البرية. تشبه فكرتها ألعاب الليغو، لكن بالحجم الحقيقي وعلى عجلات. تصميمها متين وعملي، ويستحضر روح سيارات تويوتا الكلاسيكية مثل هايلوكس ولاند كروزر القديمة، مع خطوط بسيطة وأجزاء يسهل إصلاحها محليًا. كل قطعة صُممت بحيث يمكن تعديلها أو لحامها باستخدام أدوات بسيطة، انسجامًا مع فلسفة المشروع: كل شيء يمكن تصليحه وكل شيء يمكن تطويره.
رغم غياب التفاصيل الكاملة عن المحرك، تشير التوقعات إلى اعتمادها على محرك ديزل سعة 2.4 أو 2.8 لتر بقوة تتراوح بين 150 و200 حصان، مع نظام دفع رباعي، ما يجعلها مناسبة للطرق الصعبة والمناطق الوعرة. السعر المتوقع يبدأ من نحو 12 ألف دولار، وهو منخفض مقارنةً بمرونتها العالية وإمكانية تخصيصها. وسيكون بإمكان المشترين طلبها كهيكل أساسي ثم تعديلها وفق الاستخدام، بينما ستقدّم بعض الوكالات في إفريقيا وآسيا تجهيزات جاهزة بأسعار مناسبة. مشروع IMV أوريجن لا يهدف فقط إلى بيع مركبة جديدة، بل إلى دعم التصنيع المحلي وخلق فرص عمل جديدة، من خلال منح المجتمعات الريفية القدرة على تجميع السيارات بنفسها وخفض تكاليف الاستيراد. تويوتا تسعى من خلال هذه الفكرة إلى نشر ثقافة “اصنعها بنفسك” وتحفيز الإبداع العملي.
من المتوقع طرح الشاحنة في أسواق إفريقية مثل كينيا وتنزانيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا، قبل أن تصل إلى دول آسيوية وأميركية لاحقًا. ويُتوقع أن تلقى الفكرة إقبالًا واسعًا في المناطق التي تحتاج إلى وسائل نقل متينة وبسيطة وسهلة الإصلاح. تويوتا IMV أوريجن ليست مجرد شاحنة جديدة، بل رؤية مختلفة تمامًا لعلاقة الإنسان بسيارته، حيث يصبح المالك جزءًا من عملية التصنيع نفسها، في خطوة تثبت أن الابتكار لا يقتصر على التكنولوجيا، بل يشمل أيضًا البساطة والاعتماد على الذات.